كتابات

زمن التفاهة – 2 –

 

#كتابات – يمن أنباء

حسن الوريث.

. المومري عنوان التفاهة ..

كما قلنا في الحلقة الأولى من سلسلة زمن التفاهة ان المومري ليس اول التافهين ولن يكون آخرهم لكنهم بالتأكيد اسواهم على الإطلاق بل وعنوان من عناوين الهبوط الأخلاقي والقيمي في المجتمع ويمثل ظاهرة تسيء إلى الشعب اليمني وقيمه وأخلاقه وعاداته وتقاليده .
بالطبع فإن هذا المومري نتاج عمل دؤوب في مطابخ النظام العالمي الجديد لتسطيح ثقافة الشعوب وتتفيهها وما دعمه ليظهر بهذا الشكل إلا دليل على ذلك التوجه لإظهار التافهين وابرازهم فليس من الضروري كي تكون “فنّانا” في نظام التفاهة أن تمتلك حيثيات ومهارات معينة وأن يكون عندك رسالة لتؤديها أو كلمة نافعة لتقولها ولكن قل أسخف السخافات وتشدق بأكثر الخرافات فتتفيه المجتمع وإفراغه من القيم وإقصاء الذوق الرفيع والسلوك النبيل والقويم هو المطلوب .. ولا عليك فهذه هي البوابة الرئيسية لدخول عالم الفن بكفالة نظام التفاهة وضمانة أربابه وهذا ما يضمن للمومري وأمثاله هذا الحضور رغم تفاهتم وتفاهة المحتوى الذي يقدمونه فهم يتسللون إلى مفاصل الحياة فيصيبونها بالعطب والهشاشة والابتذال والتهريج.
بالتأكيد أن نظام التفاهة يشجع غالبية الناس على احتقار الجدّي من الأنشطة أو العميق من العلوم والأعمال كما يشجع على احتقار المعرفة وسبلها من مقالاتٍ رصينة وأبحاثٍ جادة وكتب قيمة الى التغريد الهش والمحتوى الهزيل والساذج من الاهتمامات والنقاشات ولهذا فقد وجد المومري المناخ المناسب والبيئة الخصبة لعرض تفاهاته والترويج لقضايا تزعزع أسس المجتمعات وتنسف ثوابتها وعوامل اللحمة والاستقرار فيها وتسعى شركات الإنتاج بل وتعمل على دعم مثل هؤلاء التافهين فهي لا يهمها القيمة الفنية والمحتوى بقدر ما يهمها الربح فتبحث عن الشخص الذي يضمن تدفق المشاهدين بغض النظر عن مستواه الفني أو ما يقدم من محتوى هابط وتافه.
مما لاشك فيه ان هذا المومري التافه وأمثاله وجدوا في نظام التفاهة العالمي مرتع خصب لهم ليكسبوا المال بغض النظر عن ما يقدمونه من محتوى يسيء للذوق العام والأخلاق والعادات والقيم الدينية ..
في ختام حلقتنا الثانية التي تحدثنا فيها عن واحد من عناوين زمن التفاهة لابد من توجيه رسالة مزدوجة إلى المجتمع بضرورة مقاطعته لانه يمثل صورة مشينة ومسيئة لنا كشعب يمني أصيل يمتلك حضارة مشبعة بالقيم والمبادئ والمثل والعادات والتقاليد التي تمتد لآلاف السنين ونحن نفخر أيضا بمعتقداتنا الدينية النابعة من قيم الدين الإسلامي الحنيف ولايشرفنا ان يمثلنا هذا الشخص التافهة الذي هو نتاج لنظام عالمي يستهدفنا في ديننا وأخلاقنا وعاداتنا الاصيلة والرسالة الثانية نوجهها إلى الأجهزة المختصة والمعنية بضرورة قيامها بواجبها لتقويم هذا الشخص أو وقفه فورا عن الاستمرار في الإساءة لنا جميعا فنحن لا يجب أن نسمح بأن ينقل هذا التافه صورة لنا بهذا الشكل فاليمن والشعب اليمني الأصيل عنوان الحكمة والإيمان والحضارة الضاربة في التاريخ .
طبعا سأترك اختيار عنوان وموضوع الحلقة الثالثة من سلسلة زمن التفاهة للأعزاء المتابعين وساستقبل آراؤكم حول مواضيع الحلقات اما عبر صفحة الفيس بوك أو رقم الواتس آب أو بالطريقة التي تكون اسهل عليكم لنسهم معا في تنوير الرأي العام وبما يمكننا من الخروج من نفق نظام التفاهة العالمي.. ولكم خالص التقدير والاحترام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى