كتابات

من سلسلة مواطن يبحث عن وطن

مواطن يبحث عن وطن(56)
حسن الوريث
التأمين الصحي والهروب الحكومي ..
قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل تابعت اخبار زيارات وزير الإعلام لعدد من زملائكم القدامى والمرضى للاطلاع على أحوالهم ومواساتهم؟ وما رأيك في ما قام به ؟.. قلت له يا زميلي العزيز.. اولا بالتأكيد تابعت اخبار هذه الزيارات وثانيا لاشك انها مبادرة أكثر من رائعة من الوزير لان الكثير من الزملاء الإعلاميين يعانون أوضاع صعبة جدا ويقاسون ظروف مأساوية ومرضية ويحتاجون للرعاية والاهتمام .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل يمكن اسألك سؤال ؟.. قلت له تفضل يا زميلي العزيز .. قال .. ماذا بعد الزيارة هذه والمبالغ الرمزية التي تم تقديمها لهم ؟.. قلت له يا زميلي العزيز.. هنا مربط الفرس فمبادرة وزير الإعلام هذه تحتاج إلى أن يستمر الاهتمام بالزملاء الإعلاميين ورعايتهم وليس فقط مجرد زيارات كل فترة وفترة أي أن الموضوع يتطلب ان تكون هناك آلية دائمة ومستمرة .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كلامك صحيح فقد لاحظت خلال فترة مرضك انت حجم المعاناة التي عانيتها جراء انعدام التأمين الصحي للاعلاميين وفي مثل هذه الظروف والأوضاع الصعبة التي نعيشها جراء العدوان والحصار ومنع المرتبات وانقطاعها .. قلت له يا زميلي العزيز.. نعم فالاعلامي يعاني من انعدام موضوع التأمين الصحي وهذا يجعله يعيش في معاناة دائمة ولكن أيضا الموظفين في كافة الدوائر الحكومية يعانون من نفس المشكلة وهي انعدام التأمين الصحي باستثناء جهات قليلة من الجهات الإيرادية التي لديها القدرة على دفع تكاليف التأمين على موظفيها.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. ماذا تقترح لوضع حد لهذه المعاناة لكافة الموظفين ؟.. قلت له يا زميلي العزيز.. اولا يفترض أن تقوم الحكومة بواجبها تجاه الموظف المسكين الذي يعاني الامرين .. أولا من الظروف المالية الصعبة وانقطاع المرتبات وهو ما انعكس على عدم قدرته ليس على العلاج فقط ولكن ايضا على كل شيء وثانيا وهو الاهم ان الخدمات الصحية معدومة في مستشفياتنا الحكومية اما الخاصة فهي تذبح المواطن والموظف من الوريد إلى الوريد وهناك قصص وحكايات يشيب لهولها الأطفال والحكومة في واد سحيق وبعيد عن كل ذلك فلا هي قامت بتأمين الموظف صحيا ولا هي حتى وفرت خدمات صحية جيدة في المستشفيات والمرافق الصحية الحكومية أو الزمت المستشفيات الخاصة بتقديم خدماتها الصحية بتكاليف ا قل مراعاة لظروف الناس خاصة في ظل ظروف العدوان والحصار ومنع المرتبات وانقطاعها.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كلام مؤلم فعلا فهل يمكن أن تصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر وان يتم وضع حد لمعاناة الموظف والمواطن والزام الحكومة بإصدار قرارات التأمين الصحي لكافة الموظفين وليس للبعض فقط كما هو الحاصل الان ؟.. قلت له يا زميلي العزيز.. موضوع التأمين الصحي للموظفين من أهم المواضيع التي يفترض على الحكومة ان تبادر اليه وتعلنه كهدية للموظفين وان تقتدي بمبادرة وزير الاعلام وتطويرها لتصبح مشروعا وطنيا بإطلاق مشروع التأمين الصحي لكافة موظفي الدولة وخاصة في مثل هذه الأيام المباركة التي نحتفل فيها بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وازكى التسليم .
نتمنى انا وزميلي المواطن العزيز وكل المواطنين ان تكون رسالتنا وصلت للحكومة ونسمع قريبا ما يخفف من معاناة الموظف والمواطن خاصة في الخدمات الصحية التي تمثل كابوس مزعج من كافة النواحي .. فهل وصلت الرسالة أم أن الأمر سيبقى كما هو ويظل الموظف يبحث عن خدمة صحية حقيقية وتأمين صحي لتخفيف معاناته ويظل المواطن يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى