كتابات

حوار مع صديقي الصغير

رسائل ودية لأمانة العاصمة

حسن الوريث
سألني ابني وصديقي الصغير عبد الله ونحن في جولتنا الأسبوعية إلى ميدان التحرير لماذا هذه المنطقة تتضرر كثيرا من الأمطار وتغرق المحلات التجارية والبيوت والمنشآت المختلفة ؟ قلت له يا صديقي العزيز ليس فقط هذه المنطقة هي التي تتضرر وحدها من الأمطار والسيول فهناك كثير من مناطق العاصمة صنعاء تتضرر إلى درجة أنها تمتلئ بالمياه وتغلق ولا يستطيع أحد المرور فيها بل وتحدث خسائر مادية كبيرة وشوارعنا تتحول إلى بحيرات وتجمع لمياه الأمطار وتختلط بمياه المجاري مع القمامة والأوساخ والأتربة وتشكل لوحة سيئة لكنه قاطعني قائلا لماذا يحصل ذلك بشكل مستمر دون أن يكون هناك حلول لها ؟..
قلت له يا صديقي الغالي الان هذا هو الكلام الصحيح لماذا لا يكون هناك حلول لعدم تكرار هذه الكوارث؟ ولكن دعني أحدثك بشيء مهم وهو اننا يجب أن لا ننكر تلك الجهود الكبيرة التي بذلتها امانة العاصمة بكل قياداتها وطاقمها الإداري والفني والهندسي ابتداء من أمين العاصمة والوكلاء ومدراء العموم خلال فترة الأمطار والعمل الذي تواصل ليلا ونهارا دون انقطاع لإزالة الأضرار وإنقاذ الناس المتضررين في مختلف مناطق وأحياء امانة العاصمة وغرفة العمليات التي كانت تستقبل البلاغات وتعكسها على الفرق الميدانية التي بدورها تتحرك وتقوم بواجبها في عمليات الإنقاذ وإزالة الأضرار وفتح ممرات السيول ومياه الأمطار .
ابني وصديقي الصغير عبد الله أكد على كلامي هذا لكنه طرح موضوع مهم بل في غاية الأهمية حيث قال .. لماذا تتكرر هذه المشاكل سنويا بل انها تزداد في التوسع وتسبب كوارث أكثر؟ قلت له أنت الآن وضعت اليد على الجرح وسؤالك هو الذي يجب ان نناقشه معا ونوجهه إلى قيادة امانة العاصمة والجهات المختصة ففي كل موسم امطار تحدث نفس الإشكاليات وفي نفس الأماكن بل انها تشهد توسع للمناطق التي تتضرر فما هو السبب في ذلك ؟ ولماذا ينام الجميع طوال العام ثم نجد كل ذلك التعب والجهد وحالة الطوارئ والاستنفار؟. قال لي صديقي العزيز ما رأيك أن نوجه هذه الرسائل الودية إلى امانة العاصمة تقديرا لهم ولكل الجهود التي بذلوها خلال موسم الأمطار وقد رحبت بهذه الفكرة شريطة أن تصل هذه الرسائل الى الجهات المعنية وان تعمل على تنفيذ مقترحاتنا ومعالجة أي خلل أو إشكاليات .
الرسالة الأولى .. هل تعرف قيادة أمانة العاصمة ومسئولي الأشغال والسلطات المحلية في المديريات أن عاصمتنا تئن وترزح تحت بنية تحتية ضعيفة ورديئة ومتهالكة ما يجعل أهاليها والساكنين فيها يتعذبون ويقاسون مرارات ومرارات لكن هذه العذابات تكون أكثر في حالة الامطار فشوارعها تصبح بحيرات ليس من الماء فقط ولكن من المياه المخلوطة بالتراب والقمامات والاوساخ والمجاري والحفر التي تزيد الطين بلة والتي أدت إلى غرق كثير من المنازل ومنها منزلي الذي غمرته مياه الأمطار المخلوطة بالمجاري والقمامة وادت إلى تلف كثير الأثاث ولولا تعاون الجيران الذين ساعدونا في إزالة المياه والمجاري والأضرار التي نجمت عنها لحصل ما لا يحمد عقباه.. والحمد لله والشكر لله ؟ .
الرسالة الثانية ..
هل يمكن أن تقوم قيادة امانة العاصمة بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والطرق لحصر الشوارع المكسرة والمخربة في الأمانة ووضع خطة مشتركة لاعادة تأهيلها بالشكل الصحيح وليس بعمليات الترقيع التي تتم حاليا وتنتهي خلال أيام وتعود تلك الشوارع والطرقات إلى أسوأ مما كانت عليه ويمكن أن يتم جدولة العمل بحيث يتم جمع مبالغ تمويل إصلاح شارع أو اثنين كل شهر وهكذا سيأتي العام وقد تم إعادة تأهيل معظم الشوارع وبطريقة جيدة بدلا من تلك الترقيعات والردم غير المناسب للحفر التي تشكل عوائق للمرور سواء للسيارات أو حتى للمواطنين وخاصة أيام الأمطار؟.
الرسالة الثالثة .. نتمنى من قيادة امانة العاصمة وصندوق النظافة إعادة النظر في طريقة تنفيذ النظافة الحالية لانها فعلا فاشلة ومن ينزل إلى الشوارع والاحياء والحارات سيتاكد من هذا الكلام وما تسببه القمائم والأتربة التي تبقى في الشوارع من كوارث أيام الأمطار أكبر دليل على هذا الكلام ولو ان المسئولين قاموا بالنزول ومشاهدة براميل القمامة وحتى تلك المعدات المتهالكة وطريقة جمعها للقمامة لاعادوا النظر في هذه الطرق والأساليب وليس عيبا أن نعترف بالخطأ ولكن العيب الاستمرار فيه ؟.
الرسالة الرابعة .. لماذا لا تقوم الجهات المختصة في أمانة العاصمة بتشكيل فريق فني هندسي يقوم بعمل دراسة فنية علمية متكاملة لكافة الاشكاليات التي تحدث من الواقع الميداني في المناطق والشوارع والأنفاق والجسور والسوائل وامتدادها وبالتالي وضع الحلول وتقديمها إلى قيادة الأمانة لتنفيذ مشروع متكامل قبل حلول موسم الأمطار القادم حتى لا تتكرر الماسي والخسائر التي نشهدها كل عام وبهذا ستكون الإشكالات اقل وستخفف الكثير من الخسائر ومن ذلك الجهد وتنتهي حالات الطوارئ الكبيرة والارهاق والتعب والمعاناة للعاملين في امانة العاصمة ابتداء من أمين العاصمة ووكلاء الامانة إلى كافة الفرق الميدانية وستخفف أيضا من المبالغ المالية التي يتم انفاقها على هذا العمل وسيامن الناس على انفسهم ومحلاتهم ومساكنهم؟.
وقبل أن نختم حوارنا انا وصديقي الصغير عبد الله نتمنى أن تكون رسالتنا وصلت وان يتم دراسة الأفكار والمقترحات التي طرحناها حينها سنؤكد شكرنا وتقديرنا لأمين العاصمة وقيادات الأمانة وكل الذين عملوا ليلا ونهارا خلال موسم الأمطار للتخفيف من معاناة الناس ولا نتمنى العكس أي استمرار الوضع كما هو عليه ويأتي الموسم القادم للامطار والوضع كما هو حينها سنسحب رسائل الشكر وسنطلب من القيادة تغيير هؤلاء لانهم لا يستحقون أن يظلوا جاثمين على صدور المواطنين المساكين ؟.. فهل وصلت الرسالة ؟ نتمنى ذلك .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى