كتابات

قرداحي وممالك الابقار الكرتونية

حسن الوريث

كشفت قضية وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي وتطوراتها مع السعودية والامارات ودول الخليج عدة أمور منها الضعف الشديد لهذه الدول ومدى هشاشتها في مواجهة الكلمة وان ماتقوم به من محاولة لتكميم الأفواه يدل على ضعف وليس قوة رغم أنها حاولت الظهور بمظهر القوي من خلال الإجراءات التي اتخذتها في حق الشعب اللبناني وحكومته لكنها في حقيقة الأمر اوهن وأضعف من بيت العنكبوت .
الأمر الثاني الذي تكشف من خلال هذه القضية ان هذه الدول نحاول استخدام الورقة الاقتصادية أسلوبا من أساليب الضغط على حكومة وشعب لبنان واستغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها لبنان لتركيعه كما تفعل مع اليمن ودول وشعوب أخرى ترفض هيمنتها والسير في فلكها وبالتأكيد انها إلى الان فشلت ولم تنجح سوى مع تلك الأنظمة العميلة التي تسير في فلك المشروع الصهيوني الذي يدير هذه الدول .. فيما تمثل الأمر الثالث في ان هذه الدول ليست واثقة من نفسها وان عدوانها فعلا كما قال قرداحي عبثي وبدون هدف ونحن نضيف انه ليس سوى حقد على الشعب اليمني الحر الذي رفض الهيمنة والارتهان والسير في فلكها الصهيوني .
بالتأكيد أن دول الخليج تريد استغلال هذه القضية لتصفية حساباتها مع لبنان الذي فشلت معه معظم محاولاتها لجره إلى مربع الحرب الأهلية والعنف بشتى الطرق والوسائل واخرها كان من خلال سمير جعجع فجاءت تصريحات قرداحي حول الحرب على اليمن لتكون بمثابة مدخل جديد لها لتحقيق أهدافها لكنها اضافت فشلا جديدا في لبنان وفي اليمن .
قرداحي لم يكن الوحيد الذي وصف حرب اليمن بانها عبثية فقد سبقه الكثير من الساسة والإعلاميين والناشطين في معظم دول العالم ومنها دول عربية لكنهم اختاروا قرداحي ليكون كبش فداء ومدخل لهم للضغط على لبنان لاعادته الى الوصاية السعودية الخليجية وفي حقيقية الأمر انهم فقدوه بتصرفاتهم الرعناء و الغبية وهي بذلك لا تخرج عن ما رسمه لها سيدها الأمريكي الصهيوني وهي وضعت نفسها في هذا المكان ولان المرء يضع نفسه حيث يشاء فان هذا المثل مثلما ينطبق على الاشخاص ينطبق ايضا على الدول فالانسان يضع نفسه في مقدمة الصفوف او في مؤخرتها وكذلك الدول فهي اما ان تكون في الطليعة او تكون في الصفوف الاخيرة والبعض منها تضع نفسها في حظيرة المواشي والابقار والنعاج كما هو الحال لدى ممالك ودويلات الخليج .
قد يقول القارئ ان هذا الكلام فيه نوع من التجني على هذه الدويلات والرد ابسط مما تتصورون اذ لايمكن أن يكون ماقلته فيه نوع من التجني اطلاقا فهذه الدويلات والممالك سمحت للناس ان يصفوها بانها ابقار حلوب ليس الا وأخر من وصفها بهذا الوصف هو الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيث قال ان هذه الدول يجب ان تدفع لامريكا ثمن حمايتها اذ لايعقل ان نحميها بدون مقابل او ثمن واضاف ان الثمن يجب ان يكون كبيرا لان هذه الدويلات تربض على كنوز وبالتالي لايجب ان تتمتع بحمايتنا مجانا ووصف اكبر دولة في هذه الدول وهي السعودية بانها بقرة يجب حلبها وعندما يجف حليبها لامانع من ذبحها ورميها والتخلص منها باي طريقة.
بالطبع انا لن اتحدث عن التنازلات التي قدمتها وماتزال تقدمها هذه الممالك والمشيخات والدويلات لأمريكا ومن ورائها اسرائيل وأهمها التنازل عن فلسطين والقدس بل والانجرار والاندفاع نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني وانهاء القضية الفلسطينية ولن اتحدث عما تقوم به هذه الكيانات اللقيطة من تدمير لسوريا والعراق وليبيا والعدوان الهمجي البربري على اليمن بل ودورها في تفتيت  وتدمير كل البلدان العربية والاسلامية بكل الطرق والاساليب لانها تسير وفق منهجية وادوار يتم رسمها لها ولم تعد خافية على احد لكنني اردت ان اتحدث عن الموضوع من زاوية نظرة سيدهم الأمريكي الصهيوني لهم ليعرف الجميع ان اولئك القوم لايمكن ان يحترموا من لايحترم نفسه ولايمكن ان يعاملوه سوى بهذا المنطق الذي يستحقه .
في نهاية الأمر فإنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك ان دول الخليج مجتمعة عجزت عن مواجهة كلمة قالها إعلامي عربي حر واصابها الفشل الاكبر في حربها على الشعب اليمني الذي انتصر عليها بإرادته وعزيمته القوية ومن يعجز عن مواجهة كلمة لاشك فإنه سيعجز عن مواجهة شعوب ودول حرة ابية ترفض الضيم والهيمنة والظلم وسينتصر لبنان وسينتصر اليمن وكل الشعوب والبلدان في مواجهة هذه الممالك الكرتونية والأنظمة الضعيفة.. ورسالة من الشعب اليمني نقولها.. شكرا قرداحي شكرا لبنان شكرا لكل صوت حر قوي لا يخشى قول الحق .. ولا عزاء لممالك الابقار الكرتونية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى