أخبار محلية

الامانة:حملة التفتيش على الزبيب المهرب .. حماية للمنتج المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني

حملة التفتيش على الزبيب المهرب .. حماية للمنتج المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني

في ظل ما يتميز به الزبيب اليمني من جودة عالية ومذاق رفيع، يغزو الزبيب الخارجي المهرب بمختلف أنواعه السوق المحلي، منافسا للزبيب اليمني الأصيل الذي يحتل الصدارة من بين أنواع الزبيب على مستوى العالم.

وضمن الإجراءات المتخذة لحماية المنتجات المحلية وتعزيز الاقتصاد الوطني، تهتم اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري والأجهزة الأمنية والنيابة العامة، بالمنتجات اليمنية وتشجيع التنافس على دعم المنتج الوطني ليكون منافسا وبديلا عن المنتج الخارجي.

وبهذا الصدد أطلقت اللجنة الزراعية والسمكية العليا بالتعاون مع وزارة الزراعة والري، حملة ميدانية مكثفة للتفتيش على محلات بيع الزبيب الخارجي المهرب في عدد من المناطق بأمانة العاصمة. 

الحملة التي تأتي بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والنيابة العامة هدفها حماية المنتج المحلي من الزبيب اليمني، الذي يُعد من أجود الأنواع على مستوى العالم لجودته ومذاقه.

تأتي الحملة في وقت يشهد فيه اليمن تحديات اقتصادية وزراعية جسيمة، حيث تسعى حكومة صنعاء إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم المزارعين المحليين في مواجهة المنافسة غير العادلة، بالتزامن مع ما يبذله المزارعون اليمنيون من جهود كبيرة للحفاظ على جودة منتجاتهم وزيادة إنتاجهم رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.

ولتسليط الضوء على الحملة وأهميتها في دعم الاقتصاد المحلي، نفذ استطلاع لآراء عدد من تجار وبائعي الزبيب ومزارعي هذا المحصول وكذا عدد من أصحاب وكالات تجارة الزبيب، بالإضافة إلى مسؤولين في عدد من الجهات المختصة، للتعرف على وجهات نظرهم وآرائهم حول الحملة، وتأثيرها المتوقع على دعم المنتجات المحلية وتشجيع الإنتاج المحلي، وأهمية حماية السوق المحلية من المنتجات المهربة.

ويركز الاستطلاع على الجهود المبذولة من قبل الحكومة والجهات المعنية لحماية المنتج المحلي وتعزيز الاقتصاد الوطني، مستمعين إلى أصوات المزارعين وأصحاب الوكالات التجارية الذين يعولون على نجاح هذه الحملة في تعزيز فرصهم وتحقيق العدالة الاقتصادية.

جودة عالمية :

الزبيب اليمني، المعروف بجودته العالية ونكهته الفريدة، يُعتبر من أهم المحاصيل التي يعول عليها المزارعون اليمنيون.

ومع تفاقم مشكلة تهريب الزبيب الخارجي، باتت حماية هذا المنتج المحلي ضرورة ملحة لضمان استدامة الزراعة المحلية والحفاظ على سمعتها في الأسواق المحلية والعالمية.

إجراءات حكيمة :

عدنان الربوعي صاحب وكالة الربوعي للزبيب، أكد تأييده للحملة الخاصة بضبط مهربي ومستوردي الزبيب الخارجي المنفذة من قبل وزارة الزراعة والجهات المعنية. 

وقال:” نطالب الجهات المختصة بعدم التساهل في هذا الجانب، وبما يضمن حماية المزارع اليمني، ودعم المنتج المحلي، إذ أن المزارع قبل هذه الإجراءات الحكيمة، كان قد وصل إلى مرحلة إحباط دفعته للتوسع في زراعة القات على حساب مزارع العنب، بحثاً عن العائد الاقتصادي المجدي”.

وبين أن الإقبال على شراء الزبيب اليمني تحسن نسبياً خلال السنتين الأخيرتين .. لافتاً إلى أن وجود الزبيب الخارجي خلال الفترة الماضية قبل قرار حظر الاستيراد، كبد المزارع خسائر كبيرة في ظل إقبال الناس على شراء المنتج الخارجي رغم أن الزبيب اليمني أكثر جودة.

فيما يتعلق باتباع أساليب حديثة لتجفيف العنب، والتسويق بآليات حديثة، أشار الربوعي إلى أن ذلك يتطلب إمكانيات كثيرة، ولكنها أصبحت ضرورية ويجب أن يعمل عليها المزارع برعاية وإشراف الجهات المعنية. 

إلى ذلك أشار يحيى حميد القطاع، وهو صاحب وكالة القطاع التي تعمل في بيع الزبيب منذ أكثر من تسعين عاماً، إلى أن الزبيب اليمني لا يقارن مع غيره من الزبيب الخارجي وهو الأمر كذلك بالنسبة لكثير من المنتجات والمحاصيل.

وأكد دعمه الكامل للحملة الميدانية لضبط مهربي ومستوردي الزبيب الخارجي، والرفض التام لوصول الزبيب الخارجي الذي يؤثر في تكدس الزبيب المحلي. 

وأشار إلى أن حظر استيراد الزبيب الخارجي ساهم في أن يكون المنتج المحلي مرغوباً، وزاد من إدراك المواطن لجودة الزبيب اليمني وأصبح الاهتمام بتشجيع المزارعين توجه رسمي ومجتمعي.

عبدالله الخولاني، صاحب وكالة بني حشيش لبيع الزبيب واللوز البلدي، نوه بأن خيرات اليمن جديرة بالاهتمام، لما تمتاز به من جودة وتنوع ومذاق خاص.. معتبراً أن أسعار الزبيب اليمني والتي تختلف من نوع إلى آخر تتيح للمستهلك فرصة الاختيار وشراء النوع الذي يرغب به، وتجعل هذا المنتج في متناول أيدي الجميع وفقاً للقدرة الشرائية .. مؤكداً في ذات الوقت أن كل أنواع الزبيب اليمني تمتاز بالجودة التي تفوق المنتج الخارجي بأضعاف.

إنتاج طبيعي :

زيد أحمد وثاب، محل وكالة الثقة، بدوره وجه نصيحة للمواطن اليمني بالإقبال على شراء الزبيب اليمني باعتبار أفضليته التي تؤكدها المقاييس والمواصفات الدولية المعتمدة لخلوه من المواد الحافظة وجودة كافة أنواعه.

وتطرق إلى ما أثبتته الدراسات العلمية فيما يتعلق بتميز الزبيب اليمني عن منافسه الخارجي والذي يشمل نسب عالية من الفسفور، البوتاسيوم، الحديد والنحاس، وغيرها من المعادن، مؤكداً أن المزارعين يحرصون على استمرار الإنتاج بصورة طبيعية بعيداً عن استخدام مواد حافظة أو مواد كيماوية في عملية الإنتاج.. داعياً إلى تشجيع المزارع ودعم المنتج المحلي وبما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم الاقتصاد الوطني.

وتطرق إلى الفارق بين الزبيب الخارجي والزبيب اليمني من حيث الجودة والمنافسة، لافتاً إلى أن الزبيب اليمني هو المفضل عالمياً، محذراً من اندفاع بعض المواطنين لشراء الزبيب الخارجي خصوصاً بعد عملية حظر الاستيراد والذي قد يكون مهرباً بطرق غير قانونية، يرافقها إجراءات لا تضمن سلامة المستهلك، كونه يتعرض لمناخات متعددة وأوضاع غير صحية، قد يترتب عليها أضرار كبيرة لدى المستهلك.

وحول الوعي لدى المزارع، أشار إلى القصور في هذا الجانب، خصوصاً وأن بعض المزارعين يعملون على الجني قبل نضوج العنب بشكل تام، ولذلك عند تجفيفه قد لا يكون بذات جودة ما يتم جنيه في الوقت المناسب، الأمر أيضاً ذاته يتعلق بمن يقوم بتأخير الجني.. مشيراً إلى أهمية تكثيف الإرشاد الزراعي في هذا الجانب في كافة مراحل الإنتاج.

 من جهته أشار يحيى محمد دويس مزارع عنب في بني حشيش، إلى أن جودة الزبيب اليمني تحظى بشهرة عالمية، وهذا الأمر ليس جديداً وإنما منذ القدم.. لافتاً إلى أن القيمة الغذائية للزبيب اليمني تعكس جودة محصول العنب اليمني المتنوع بمذاقه الراقي والمميز.

وحث المجتمع على المساهمة في إنجاح حملة ضبط مهربي ومستوردي الزبيب الخارجي، دعماً وتشجيعاً للمزارع والمنتج الوطني .. مؤكداً أن اليمن يمتلك خيرات وفيرة تغطي الاحتياج المحلي وتنافس السوق الدولي، بل وتتصدر عليه في الجودة، إذ يحرص المزارعون على أن يكون منتجهم خالياً من المواد الحافظة والمواد الكيماوية، وهو ما يضيف قيمة إضافية لهذا المنتج.

نقص إرشادات : 

إلى ذلك تحدث المزارع نجيب السقاء، صاحب مزرعة سعوان الأوسط للعنب، بالقول:” قرار حظر استيراد الزبيب وغيره من المنتجات، مثل دعماً كبيراً للمزارع انتظرناه كثيراً، والحملة الجارية تأتي في هذا الإطار الذي يعيد في مجمله المعنويات العالية للمزارع بالتوسع في زراعة المحاصيل الوطنية، والاهتمام بجودتها”.

وأضاف:” هذه الإجراءات الهامة، نأمل أن يتبعها تكثيف جهود وزارة الزراعة بمتابعة المزارعين في مراحل الإنتاج المختلفة، وحل أي معضلة تواجههم خصوصاً إذا ما تعرضت المنتجات لأي أمراض تضرب المنتج وتؤثر عليه”.

وتطرق إلى استخدام المزارعين لبعض المبيدات أو العلاجات في إطار اجتهادات ذاتية، بدون الالتزام بالضوابط العلمية الدقيقة، حتى وإن كان ذلك في إطار التجربة التي قد تنجح أحياناً، أمر في غاية الخطأ يستوجب من الجهات المعنية تكثيف جهودها لبناء وعي منضبط لدى المزارع بالالتزام بالمعايير العلمية في الإنتاج بإشراف مباشر من وزارة الزراعة، والذي سيعود بالنفع والجدوى الاقتصادية الكبيرة للمزارع ولجودة الإنتاج ولاستمرار الزبيب اليمني في صدارة المنافسة والتميز على المستوى الدولي.

فيما أشار المزارع يحيى عباد مزارع من أبناء منطقة نهم، إلى أن الحملة التي تقودها الجهات المعنية تستحق الدعم والتأييد من قبل جميع أبناء الوطن لأنها تخدم اقتصاد البلاد.

معتبراً أنها مبادرة طيبة تخدم المزارعين وتدفعهم إلى التوسع في زراعة الزبيب.. مؤكداً في ذات الوقت أهمية التشديد على الرقابة في عدم دخول الزبيب الخارجي عن طريق التهريب، وعدم التساهل في هذا الجانب.

كما دعا عباد إلى الاهتمام بالتصدير إلى خارج الوطن، لما يمتاز به الزبيب اليمني من جودة استثنائية، وكذا ضرورة الاهتمام بتوعية المزارع، للرفع من مستويات أدائهم في تجويد الإنتاج.. وحث المواطنين على الإقبال على شراء الزبيب اليمني خصوصاً ونحن في الأيام التي تسبق عيد الأضحى وقد اعتاد المجتمع على أن تكون المكسرات ومنها الزبيب ضمن أولويات الأسر في الأعياد.

 نماذج ناجحة :

يشكو الكثير من المزارعين من تجفيف الزبيب بالطريقة التقليدية، وعدم استخدام وسائل حديثة في التغليف والتسويق، وعلى النقيض من هذا الواقع المتدني، فقد بدى الأمر مختلفا عند زيارتنا لوكالة وديان السعيدة لتجارة وتسويق الزبيب والتي استثمرت بشكل كبير في أحدث التقنيات والوسائل الحديثة لتجفيف العنب وتغليفه. 

فقد قام مالكها زهير قائد زهير، باستخدام طرق حديثة تضمن الحفاظ على جودة الزبيب وطعمه الأصيل. 

كما استثمرت الوكالة في أنظمة تغليف حديثة تحافظ على نضارة المنتج وتطيل من عمره الافتراضي.

يقول مدير التسويق مجد الدين اليوسفي:” نحرص على استخدام أحدث الوسائل والتقنيات في تجفيف العنب للحفاظ على جودة الزبيب اليمني، نقوم بتخزين الزبيب في هناجر مكيفة ونستخدم آلات تغليف حديثة لعرض المنتج بشكل مميز أمام المستهلك”.

وأشاد بالحملة الرسمية التي تستهدف مصادرة الزبيب الخارجي ..  داعياً إلى توسيع نطاق الحملة لتشمل المولات ومحلات البهارات لضمان نجاح الحملة وأهدافها.

وأضاف:” الزبيب اليمني هو أحد أنواع الزبيب المشهورة والمحبوبة في العالم، تتميز جودة الزبيب اليمني بعدة عوامل، منها، المناخ حيث يحصل الزبيب اليمني على القدر المناسب من أشعة الشمس ودرجة الحرارة الصحيحة، مما يؤدي إلى نمو فاكهة العنب وجفافها بشكل متساوٍ ومتكامل، والتربة التي توفر الخصائص المثلى لنمو العنب وإنتاج الزبيب، وكذا طريقة الجفاف المتميزة والفريدة والتي تضمن الحفاظ على المواد الغذائية والنكهة الطبيعية للزبيب”.

وتابع اليوسفي:” يتميز الزبيب اليمني بطعمه الحلو الطبيعي الذي ينفرد بنكهة مركزة ومميزة، فضلا عن غناه بالعناصر الغذائية الهامة مثل الفيتامينات والمعادن والألياف، مما يجعله غذاءً مفيدًا لصحة الجسم، كما يعتبر من الوجبات السريعة والمغذية، حيث يمكن تناوله كوجبة خفيفة أو تضمينه في العديد من الأطباق المختلفة، كما يُعزز الزبيب اليمني صحة القلب والحفاظ على مستويات السكر في الدم المستقرة، ويحتوي على مضادات الأكسدة التي تقوي جهاز المناعة وتساهم في الوقاية من العديد من الأمراض”.

وأكد أن هذه المواصفات تجعل الزبيب اليمني منتجًا ذا جودة عالية وذوق رائع، ويستحق الاهتمام والتقدير.

ومن وكالة العولي للزبيب واللوز في عمران تحدث لنا أنور العولي بالقول:” نعمل في مجال الزبيب منذ سبعين عاماً، وهي مهنة نحبها كثيراً، وكلما وجدنا اهتماماً بها نشعر بسعادة كبيرة لانتشار الوعي في المجتمع، وزادت سعادتنا حين بدأ الاهتمام بشكل رسمي أيضا وبقرارات صائبة وحكيمة تخدم الاقتصاد الوطني”..  لافتاً إلى أن مناسبات الأعياد فرصة هامة للترويج للمنتجات المحلية مثل الزبيب واللوز وغيرها.

خطورة تهريب الزبيب:

مدير الإنتاج الزراعي في وزارة الزراعة والري المهندس وجيه المتوكل أشار إلى أهمية استمرار تنفيذ حملات مكافحة التهريب للمنتجات الزراعية الممنوع استيرادها حماية للمنتج المحلي، وتشجيعها خاصة خلال هذه الفترة التي بدأت فيها المنتجات المحلية الزراعية تنشط وتزدهر. 

ولفت إلى أن مزارعي العنب بحاجة إلى دعمهم بتقنيات إدخال منظومات الري الحديث ودعم المزارعين للمساحات المزروعة بأصناف ممتازة جداً في صعدة وعمران وصنعاء وبني حشيش والتي تنتج 80 بالمائة من اجمالي الإنتاج.

وأشار إلى وجود بعض الإشكاليات، مثل ندرة المياه وارتفاع كلفتها، والحاجة إلى نظم ري وإدخال وسائل وتقنيات عالية في مجال تسويق العنب، لأن المزارع يتكبد خسائر كبيرة في هذا المجال.

وأكد أهمية تكثيف حملات التوعية والإرشاد في الممارسات الزراعية لأشجار العنب وكذا هذا المحصول بحاجة إلى دعم في حملات مكافحة الآفات النباتية والأمراض الوبائية التي تواجه زراعة العنب خاصة في مواسم الأمطار. 

وحث على أهمية ادخال نظم تربية مختلف لأشجار العنب بالتركيز على دعم المزارعين من خلال الجمعيات التعاونية الزراعية في هذا الجانب لأن نظم التربية مختلفة ومكلفة تحتاج إلى كلفة.

تجفيف العنب:

يحتاج تجفيف الزبيب إلى تقنيات وآلات تجفيف على الطاقة الشمسية، وهي مشكلة كبيرة تواجه مزارعي العنب كونهم يعانوا من تجفيف العنب لتحويله إلى زبيب بالطريقة التقليدية والتي غالبا ما تحتاج إلى فترة تزيد عن شهر أو شهرين، مع تعرض المنتج للأتربة والهواء والمتغيرات الأخرى، بعكس العنب الخارجي الذي يتم تجفيفه بالآت ومعدات في ظروف سريعة ونظيفة ومعقمة وصحية، وفقاً للمتوكل.

ويشير إلى أن هناك معدات تجفيف على الطاقة الشمسية محلية وتم ابتكارها يمكن الاستفادة منها في تجفيف العنب خلال أسابيع فقط وبأسلوب تقني يمكن الحصول على زبيب مجفف عالي الجودة خال من الأتربة والرطوبة وغيرها من العوامل المؤثرة على تجهيز ثمار العنب وتحويلها إلى زبيب مجفف، وبالتالي سيرفع من القيمة الاقتصادية للمنتج.

وقال :”هناك مواسم يزداد الطلب على الزبيب المحلي، مثل قبل عيدي الفطر والأضحى، ما يزيد من قوة الطلب في السوق على المعروض فبالتالي يرتفع سعر المعروض من الزبيب المحلي وهنا تزداد عملية التهريب لتوفير كميات من الزبيب الخارجي للاستفادة من أسعاره المنخفضة”.

تصنيع معدات محلية:

وأوصى وجيه المتوكل بأهمية التنسيق مع الهيئة العليا للعلوم والابتكار لعمل ورش للتصنيع المحلي وإنتاجها وتوزيعها من خلال الدخول بالشراكة والتنسيق مع الجمعيات الزراعية، وهذه الهيئة تتبنى كل المخترعين والمبتكرين وتدعمهم وتعمل على الاستفادة من ابتكاراتهم في التنمية.

وأكد أن هذه الخطوات ستعمل على إحداث تحول كبير جدا في القطاع الزراعي، كون الكثير من المعدات والابتكارات في الهيئة هي في الجانب الزراعي.

واعتبر أن العنب من أفضل المحاصيل الزراعية التي يمكن أن ينافس بها اليمن عالميا كون ثمار العنب اليمني ينفرد بجودة عالية مقارنة مع بنظيراتها في الدول الأخرى رغم الرعاية والاهتمام التي تحظى بها زراعة العنب تلك الدول.

الارتقاء بجودة الزبيب :

فيما أشارت المعيدة بكلية الزراعة في جامعة صنعاء المهندسة تيسير السنحاني، إلى أن المعروض من الزبيب المحلي خلال موسم العيد لا يغطي الاحتياج، وإن تم تغطية الاحتياج فإن أسعار الزبيب المحلي “البلدي” تختلف باختلاف أنواعه.

وقالت:” القدرة الشرائية للمواطن ضعيفة وعدم تمكنه من شراء احتياجاته من الزبيب المحلي، فإنه يلجأ إلى الزبيب الخارجي الذي غالباً يكون سعره أقل من المحلي رغم أن جودة المنتجات الزراعية المستوردة تكون متدنية وضعيفة مقارنة بالمنتجات الزراعية اليمنية”.

وطالبت بأهمية الارتقاء بجودة الزبيب المحلي من خلال الاهتمام بالإرشاد الزراعي لتوعية المزارعين بالمعاملات السليمة وكذا دعم المزارعين في مجال زراعة العنب ومكافحة الآفات النباتية وتوفير معدات تجفيف حديثة للعنب.. مبينة أن غالبية المزارعين في معظم مناطق زراعة العنب يستخدمون وسائل تقليدية في تخفيف العنب، حيث يقومون بتعريض المحصول لأشعة الشمس لفترات قد تصل إلى شهرين أو أكثر بغية الوصول إلى الزبيب لكنه يكون منتج لا يخلو من الأتربة والأوساخ والعيدان والشوائب.

وأشارت إلى أن مجتمع انتاج الزبيب في مناطق زراعته في عمران وصعدة والجوف وصنعاء يحتاج لحملة توعية ونماذج إرشادية حول كيفية عمل مجفف للزبيب على شكل هنجر أكثر من طابق وتكون التهوية من الجوانب، بحيث يتم ضمانة خلو الزبيب الأتربة والأوساخ، ونظافته وتجفيفه وتخزينه بطريقة جيدة.

وقالت:” هناك معاملات يجب أن يعيها المزارعون، بهدف رفع قيمة المنتج المحلي بحيث ينافس المنتج الخارجي، إذ أن الزبيب الخارجي يتم تجفيفه باستخدام مواد كيماوية من يومين إلى ثلاث أيام، فيما يتم التجفيف في اليمن من شهر إلى شهرين بالطريقة التقليدية”.

وأوصت بضرورة إيجاد كيانات وجمعيات تعاونية زراعية لدعم زراعة العنب في اليمن.

تقلص المساحات:

وأوضحت أن العنب كمحصول مائدة يتعرض المزارعون خلال موسم انتاجه إلى خسائر اقتصادية كبيرة، ولذا فإن المساحة المحصولية تتقلص من عام إلى آخر نتيجة لاتجاه المزارعين نحو المحاصيل الأكثر ربحية.

وطالبت بضرورة عمل إحصائية دقيقة حول مساحات زراعة الأعناب وتحديد المناطق التي تزرع أعناب الزبيب لأنه ليس كل الأعناب تجفف زبيباً، وكذا تحديد المناطق التي تزرع أعناب الزبيب وتوفير بيانات ومعلومات دقيقة عن مساحة زراعة أعناب الزبيب وإنتاجيته.

وحثت على أهمية تكثيف أنشطة الإرشاد الزراعي لتوعية مزارعي العنب وتعريفهم بالتقنيات الحديثة، إلى جانب الاستفادة من التجارب الناجحة والمتميزة لبعض المزارعين في صعدة وخولان وهم يعتبرون نماذج في تجفيف الزبيب حيث بنوا هناجر ويحصلون على عائد عالي جداً، كونهم يحصلون على زبيب مجفف بطريقة حديثة خالية ونظيف.

وحول حملة مصادرة الزبيب المهرب، رأت المهندسة تيسير السنحاني أنه كان من المفترض أن يتم اتخاذ قرار منع استيراد الزبيب الخارجي وفقاً لدراسة ميدانية.

 وأضافت:” من وجهة نظري مازال الإنتاج المحلي من الزبيب لا يغطي الاحتياج، خاصة في موسم العيد، إلى جانب ضعف القدرة الشرائية للمواطنين لا تمكنهم من شراء الزبيب المحلي الذي يكون سعره مرتفع مقارنة بالزبيب المستورد”.

تشجيع التوسع :

يخالفها الرأي مدير الإنتاج الزراعي في وزارة الزراعة والري المهندس وجيه المتوكل، الذي أكد أنه مع فكرة منع استيراد الزبيب الخارجي باعتبارها خطوة إيجابية في إطار التوجه للنهوض بمحصول وانتاجية العنب والزبيب المحلي، ولكن ما تزال زراعة العنب وانتاجيته بحاجة إلى جهود وتدخلات قوية في مجال الخدمات الزراعية المختلفة والجوانب الارشادية والتوعوية للمزارعين لرفع الإنتاجية وتشجيع عملية التوسع في إنتاجية وحدة المساحة.

أسعار منافسة :

في ذات السياق، وحول ما يشاع بخصوص ارتفاع أسعار الزبيب اليمني مقارنة بالمستورد، يقول إبراهيم العصيمي، المدير المالي لوكالة وديان السعيدة لتجارة وتسويق الزبيب “لا يجب أن نتحدث عن ارتفاع أسعار الزبيب اليمني بالمقارنة مع الزبيب الخارجي، فهناك أنواع مختلفة من الزبيب في السوق، وتتنوع الأسعار وفقًا لجودة الزبيب وتفضيلات المستهلك، ونحن نقدم أنواعًا عالية الجودة بأسعار مناسبة، تعتبر أقل سعراً من الزبيب المستورد”.

وقال:” لدينا زبيب سعر الكيلو على سبيل المثال بـ 1500 ريال، وفقاً للمواصفات والمقاييس لا يضاهي جودتها أي نوع من أنواع من الزبيب المستورد، وهذا يعكس مدى جودة الزبيب اليمني ومذاقه الراقي”.

وأضاف العصيمي، “يجب التركيز على توعية المستهلك بأهمية دعم المنتجات المحلية، والحملة المنفذة من قبل اللجنة الزراعية والسمكية ووزارة الزراعة تبشر بمستقبل أفضل لتشجيع المزارعين، وتوعية المواطنين بأهمية المنتج المحلي”.. 

واختتم حديثه “لاحظنا زيادة في إقبال الناس على شراء الزبيب اليمني منذ العام الماضي، ونأمل في استمرار هذا التحسن في ظل التعاون المجتمعي والدعم الرسمي للمنتجات المحلية وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي”.

وكانت دراسة حديثة لرئيس قسم تجارب المبيدات بالإدارة العامة لوقاية النبات بوزارة الزراعة والري بصنعاء المهندس علي محرز، أكدت أن الزبيب اليمني بمختلف أنواعه من أجود أنواع الزبيب في العالم حيث يتميز بالقيمة الغذائية العالية والفوائد الكثيرة نتيجة لجودة محصول العنب اليمني وخصوبة الأرض الزراعية وجهود المزارعين الكبيرة التي جعلت من هذا المنتج ذو قيمة غذائية عالية.

وأشارت الدراسة إلى أن هناك أنواع عديدة للزبيب اليمني كالزبيب البياض والزبيب الرازقي والزبيب الأسود وغيرها من الأنواع وتعد جميعها ذو جودة عالية.

وبينت أن الزبيب اليمني احتل مكانة عالية في السوق اليمنية والخليجية وكغيره من المنتجات اليمنية يحظى بأسعار مرتفعة نسبيا، ويرتفع سعر الزبيب اليمني غالبا في المناسبات سواء في الأعياد ومواسم الزفاف وينخفض نسبياً بعد موسم حصاد العنب بفترة معينة وهي الفترة التي يقوم المزارعين فيها بالإنتاج حتى يصبح جاهزاً للاستهلاك. 

جودة ومذاق وتميز: 

تمتاز ثمار العنب اليمني بجودة ومذاق رائع، جعلها تحظى بقبول واسع لدى المستهلكين ممن يحرصون على اقتنائها للاستمتاع بمذاقها والاستفادة من محتوياتها من العناصر ذات القيّمة الغذائية والعلاجية التي تساعد على خفض ضغط الدم فضلاً عن غنّيها بالفيتامينات.

ويمكن الحصول على الزبيب من خلال تجفيف العنب بواسطة الشمس أو المجففات الشمسية الحديثة والذي يمتاز الزبيب اليمني “البلدي” بمذاق فريد ونكهة خاصة، يمكن تمييزه عن غيره من أنواع الزبيب الخارجي التي تتواجد معظمها في الأسواق المحلية.

ويُصنف العنب ومنتجاته ضمن المحاصيل الزراعية النقدية والاقتصادية والمدرة للدخل، كما أن تكاليف إنتاجه قليلة واحتياجاته المائية متوسطة مقارنة بالمحاصيل والثمار الأخرى.   

مناطق زراعة العنب:   

تتركز زراعة أشجار العنب بالمناطق ذات الطقس البارد والمعتدل، وتٌعد مناطق بني حشيش، خولان، سنحان، بني الحارث، أرحب، همدان ووادي ظهر بمحافظة صنعاء أهم المناطق التي تشتهر بزراعة ما يزيد عن 20 نوعاً من العنب، كما تزرع أشجارها في بعض مناطق محافظة صعدة، ومناطق متفرقة في محافظتي الجوف والبيضاء.

وتوجد في اليمن أنواع وأصناف عديدة من العنب منها الرازقي، الجبري، العاصمي، الحاتمي، الأسود، الزيتوني، الأحمر، العرقي، الجوفي، البياض العادي، بياض فشان، الحسيني، أسود عذاري وغيرها.   

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى