إقتصاد

العالم يخوض معركة من أجل “الأرز”

العالم يخوض معركة من أجل “الأرز”

كان من شأن أزمة القمح العالمية أن تدفع سكاناً كُثُر حول العالم إلى بدائل أبرزها الأرز إضافةً للذرة، وعلى هذا النحو أصبح “الأرز” معرضاً لعوامل العرض والطلب، وسط موجة فيضانات وجفاف دولية أدت إلى تقليص المساحات الزراعية من الأرز في #الهند و #الصين و #إيطاليا و #إسبانيا ودول مختلفة.

الأرز في الوقت الراهن مرشَّح لارتفاع سعره إلى 400 دولار للطن المتري في سبتمبر المقبل، من مستواه الحالي البالغ 365 دولاراً للطن المتري في الأسبوع الماضي، وفقاً لشركة “سبونجي إنتربرايس” الهندية المختصة بتجارة الأرز.

وتفيد بيانات شركة “ستاتيستا” الألمانية للإحصاءات، بأن العالم يستهلك سنوياً قرابة 509.8 ملايين طن متري من الأرز، فيما تتراجع معدلات الإنتاج في العام إلى أقل من معدل الإنتاج خلال السنوات الماضية.

أثمان باهظة للأرز
بالنظر إلى بيانات منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، فإن أسعار الأرز ارتفعت منذ بداية هذا العام بنسبة 10%، وسط الإقبال العالمي الكبير على شرائه.

هذه الأسعار تتجه للارتفاع أكثر، وفقاً لخبراء اقتصاد بمصرف نومورا الياباني، إذ يعني غلاء أسعار القمح زيادةَ استهلاك الأرز عالمياً بدلاً من الخبز مرتفع الأسعار، وبالتالي من المتوقع أن يتزايد الطلب العالمي على الأرز ويقود تدريجياً إلى تراجع مخزوناته.

وبحسب مراجعات مرصد “بُقش” فقد ساهمت الزيادات في أسعار الأسمدة -التي تُعتبر الأعلى منذ عام الأزمة المالية الدولية 2008- في تعقيد الأوضاع الزراعية وارتفاع تكاليف الإنتاج والمحاصيل وهو ما انعكس تأثيره على أسعار الأرز.

وقد أحدثت الحرب الأوكرانية صدمة لأسواق السلع الأولية، وأدت إلى تغيير أنماط وحركة التجارة والإنتاج والاستهلاك العالمية بطرق يمكن أن تُبقي أسعار الغذاء العالمية عند مستويات مرتفعة تاريخياً حتى نهاية عام 2024، وفقاً لبيانات #البنك_الدولي.

العالم ينتظر أرز #الهند و #الصين
تُعتبر الهند من أكبر الدول المصدرة للأرز، وعنها تتحدث وزارة الزراعة الأمريكية بأن المساحة المزروعة لمحصول الأرز في الهند تتقلص بنسبة 13%، بعد أن ضربت الفيضانات والجفاف مناطق زراعة الأرز الرئيسية في البلاد.

ورغم أن الهند ليست المنتج الأول لمحصول الأرز، لكنها تُعد أكبر مصدّر له وتصدّر نحو 40% من إجمالي الصادرات العالمية لسوق الأرز العالمي المقدر حجمه المالي بنحو 287.45 مليار دولار.

وبسبب توقعات انخفاض الإنتاج العالمي من الأرز هذا العام، هناك مخاوف في أسواق أرز العالم من أن تتخذ بعض الدول المصدرة الرئيسية -ومن بينها الهند- إجراءات حمائية لصادراتها.

الصين أيضاً تنتج مع الهند (مجتمعتين) 40% من الإنتاج العالمي من الأرز، لذا فهما تؤثران بشدة على أسعار الأرز، ونتيجة عدد السكان الكبير وحجم الاستهلاك المحلي الضخم من غير المتوقع أن يرفعا صادراتهما للعالم خلال العام الجاري.

وتنتج الصين 28% من إجمالي الإنتاج العالمي، وتأتي بعدها الهند بنسبة 23.5%، ثم #إندونيسيا و #بنغلادش بنسبة 7.2%% لكلٍّ منهما، بحسب بيانات المنتدى الاقتصادي العالمي “The World Economic Forum” ومقره الرئيسي #جنيف.

ولا تزال أزمة القمح تفرض واقعها على العالم مؤثرةً على باقي أسواق السلع الغذائية التي يتصدرها الأرز، مع استمرار طرح تكهنات غير واضحة النتائج حول مستقبل هذه السلعة الغذائية الهامة وأسعارها التي تزيد تكاليف المعيشة حول العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى