كتابات

قبعات وضعت قبل اوانها

قبعات وضعت قبل أوانها

محمد يحيى الضلعي

لاشيء يكون مثمرا ما لم يكن في وقته المناسب ولا شيء يفسد قيمة الشيء سوى تكراره، ومثال حي على ذلك حفلات تخرج طلاب المدارس الكثيرة وفي مختلف المستويات، فالقبعات الشهيرة للتخرج تكون نهاية المطاف وفي وقت خاص ولها مذاقها المختلف عندما تنهي الدراسة الجامعية، أما ما نراه اليوم من الاحتفالات بعذر تشجيع الطلاب ما هو إلا التفافة على رسوم إضافية وإيهام الطلاب بتجاوزهم مراحل دراسية كبيرة.
وهذا بدوره انعكس على منظر القبعات التي بات يرتديها كل من تجاوز مادة دراسية أو فصل دراسي بأي فصل.
لا مانع من تشجيع الطلاب وتحفيزهم ولكن هناك أساليب وطرق مختلفة وبدون تكاليف واستعطاف أولياء الأمور باحتفالات وقبعات وضعت فوق رؤوس الطلاب قبل أوانها.
فأي عبث يتناوبه منتسبي التربية والتعليم في المدارس الأهلية، وإلى متى يستمر هذا الاستنزاف غير المبرر ولماذا التغاضي من الجهات المسئولة عن هذا؟.
حفلات تخرج بالهبل وبلا حساب وفي كل صف دراسي وأحيانا بالعام الواحد يتم إقامة حفل للتخرج مرتين وأكثر.
حفلات عبثية، حاصروا الناس بأطفالهم وحصروا أولياء الأمور في زاوية ضيقة فوق ضائقهتم المعيشية فالأم تحرص على إعداد وتجهيز الكيك والهديا لأولادها ليكونا مثل الآخرين ولو اقتطعت من كبدها والأب مضغوطا عليه برسوم التخرج الوهمية وكيفية تفصول القبعة ومساهمة الاحتفال ولابد من ذلك ليكونوا مثل الأخرين.
وفي مقابل كل هذا يضعون طلاب المدارس الحكومية في زاوية أضيق وأضهروا الصورة الحقيقية للتمييز والطبقية بين أبناء الشعب الواحد وأفقدوا الأمل والطموح لنيل الشهادات العليا كي ترفع قبعة التخرج في البكالوريوس وأن التكرار لكثرة التخرجات المزعومة جعلتنا بلا طموح.
أدعوا وزير التربية والتعليم إلى إيقاف عبث المدارس الكرتونية التى قتلت الناس من كل زاوية وابتدعوا طرق للنهب وضياع الوقت وفوق كل هذا زرعوا الفرقة بين طلاب الوطن وأفقدوهم الطموح تلبية لمصالحهم المادية فقط.
من الجيد أن نرى التنافس بين المدارس الأهلية ولكن في مستوى إفادة الطلاب وتحصيلهم وتطوير أساليب التدريس بعيدا عن التنافس في جوانب لا تفيد سوى المدرسة بالرسوم المحصلة وتضيبع أيام الدراسة في الاحتفالات والرحلات وغيرها.
احتفلوا بالطلاب وكرموهم وشجعوهم ولكن دون الحاجة للتكلف وارتداء القبعات وتفريغ يوم للاحتفال وتحصيل رسوم من أولياء الأمور، فكل هذه الأمور قد تؤثر على مستوى الطالب سلبا في مستقبله الدراسي من خلال عدم اهتمام المدارس بالجودة في التعليم وإيهام الطالب بتحقيق المطلوب منه والضغط على أسرته وانعكاس ذلك أيضا على طلاب المدارس الحكومية.
جميل أن نترك لقبعات التخرج موعدها الصحيح وأن يشعر الطالب أنه يعمل لذلك اليوم وأنه في منتصف الطريق ، ليكون لذلك التخرج مذاقه المختلف ونشوته المميزة وفرحته التي لا تكرر ، والحذر من وضع القبعات قبل أوانها فالطالب الذي وضعها مرارا في المدرسة ربما لن يرتديها مرة أخرى في المرحلة الأهم واللحظة المطلوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى