العزعزي عن مواطنة والصراري لطف
سوشل ميديا
من المؤسف أن منظمة مواطنة، وهي العاملة في مجال الحقوق والحريات، أن تٌقدِم على انتهاك حقوق الزميل اللطيف والمؤدب لطف الصراري، وهذه الحقوق هي للأسف حقوق عمالية، ما يعني أن مواطنة أقدمت على انتهاك فاضح للمادة 23 ﻣﻦ اﻹﻋﻼن اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن والتي تنص على أن ﻟﻜﻞ ﺷﺨﺺ الحق ﻓﻲ ﺷﺮوط ﻋﻤﻞ ﻋﺎدﻟﺔ وﻣﺮضية، ولكل فرد يعمل: حق في مكافأة عادلة ومرضية تكفل له ولأسرته عيشة لائقة بالكرامة البشرية.
ومن خلال ما أورده الصراري، يبدو إن مواطنة لا يمكنها إعمال حقوق العمال التي تصون الكرامة، ولا يمكنها ضمان آلية العمل المحدود، وتحديد فترات الراحة مدفوعة الأجر، وتهيئة ظروف عمل مأمونة وصحية، وهي حقوق عمالية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالحق في العمل والتي تكفل الحماية للشخص العامل.
نشعر بالأسف حيال كل ذلك، فإذا كانت المنظمات الحقوقية مسئولة عن الانتهاكات تجاه العمال، فمن يدافع عن حقوق الإنسان؟
وفي الوقت الذي نتضامن فيه مع الصراري، فإننا ندعو مواطنة إلى سرعة صرف راتبه، وعدم اقترانه بتوقيع المخالصة المالية، لأن ذلك يعد استغلالًا غير مقبول، كما ندعوها إلى منحه مكافئة نهاية خدمة عادلة، وتعويضه عمّا لحق به من أضرار في مكان العمل، وتقدير الجهود العقلية والبدنية التي كان يبذلها ويكابدها في تحويل منصة خيوط من فكرة إلى منصة بارزة على الساحة.
ونود تذكير مواطنة إلى أن الحقوق العمالية، هي إحدى أهم العوامل الأساسية التي أدت بشكل مباشر إلى اقرار عدد كبير من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي الحقوق المتعلقة بالعمل نفسه، كان ذلك قبل أن يتم تأسيس منظمة الأمم المتحدة، وقبل أن يتم وضع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ما يعني أن الحقوق العمالية متأصلة في البشر، وغير قابلة للتجزئة، وأي محاولة لانتهاكها من قبل المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، يجعلنا نشكك في طبيعة عمل المنظمة، و”قبل مطالبة الحكومات باحترام حقوق الإنسان وحرياته الأسياسية، علينا أن نمنح الحقوق لأولئك الذين يعملون معنا”.