ورشة عمل لإقرار مسودة مواجهة مخاطر أمراض الثلاسيميا
ورشة عمل لإقرار مسودة مواجهة مخاطر أمراض الثلاسيميا
صنعاء -أ :
عُقدت في صنعاء، اليوم، ورشة عمل لإقرار المسودة الخاصة بمهام الجهات ذات العلاقة والتنسيق بينها، لمواجهة مخاطر أمراض الثلاسيميا، وانحلال الدم الوراثي، بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي.
ناقشت الورشة، التي نظمتها وزارتا الصحة العامة والسكان والعدل، بمشاركة الجهات ذات العلاقة من الوزارتين ومنظمات المجتمع المدني، مهام وأدوار الجهات ذات العلاقة والتنسيق القطاعي لحماية المجتمع والطفولة من مخاطر أمراض الثلاسيميا وانحلال الدم الوراثي.
وفي الورشة، أكد عضو السياسي الأعلى رئيس المنظومة العدلية الحوثي، أهمية تعزيز التثقيف والتوعية الصحية والتعريف بمرض الثلاسيميا وتكسرات الدم.
وشدد على ضرورة الفحص قبل الزواج، خاصة لدى الأقارب .. وقال: “إن المجتمع بحاجة للتوعية بمخاطر هذا المرض، خاصة وأن أكثر الناس عُرضة للإصابة به هم الأقارب من الدرجة الأولى”.
ولفت إلى ضرورة أخذ ضمانات من قِبل وزارتي الصحة والعدل، لمن لا يريد عمل فحوصات بذلك، إخلاءً للمسؤولية، لما ينتج عن الزواج في مثل هذه الحالات من معاناة وإعاقة دائمة، تعود على ذمة الأشخاص الذين يرفضون عمل الفحوصات.
وأضاف محمد علي الحوثي: “المسألة ليست بسيطة كما يتصورها بعض الناس، فالفحوصات مهمة، والضمانات تُقدَّم من قِبل وليي أمر المتزوجين، ليكون لهما رادع معروف، ونحن حرصاً منا ننصح كل من أراد الزواج بعمل الفحوصات اللازمة حتى لا تحصل أي إعاقة فيما بعد”.
وحثّ على إجراء الفحوصات للجميع وليس للأقارب فقط، تفادياً لهذا المرض الذي سيكلّفهم في المستقبل معاناة ومبالغ كبيرة في شراء الأدوية باهظة الثمن .. مؤكداً أهمية إدراك الجميع لمخاطر هذا المرض بإتباع الوسائل والطرق الكفيلة بتعزيز التوعية المجتمعية.
من جانبه، أشاد وزير الصحة، الدكتور طه المتوكل، باهتمام عضو السياسي الأعلى رئيس المنظومة العدلية، محمد علي الحوثي، بمرضى الثلاسيميا والعمل على الحد من انتشاره ودوره في توحيد الجهود للقضاء عليه.
ولفت إلى أهمية تكثيف التوعية المجتمعية بأهمية الفحص الطبي المبكر ما قبل الزواج، لحماية الأجيال من خطر الإصابة بأمراض الثلاسيميا وتكسرات الدم الوراثية.
وتطرّق الوزير المتوكل إلى سعي وزارة الصحة لإنشاء مركز متخصص ومتكامل لمرضى الثلاسيميا .. مشيرا إلى أن الوزارة عملت على فتح مساق أمراض الدم، داعيا الأخصائيين إلى الالتحاق بهذا المساق لما له من أهمية، لاحتياج البلاد لمثل هذا التخصص.
وبيّن أن هناك 40 ألف مريض بتكسرات الدم في اليمن .. مؤكدا أن العدوان والحصار زادا من معاناة مرضى الثلاسيميا، نتيجة منع دخول الأدوية، وصعوبة الحصول عليها.
ولفت إلى أن المنظمات لا توفّر المساعدات المطلوبة بالنسبة للأدوية وفحوصات الدم لمرضى الثلاسيميا .. مستعرضاً جهود الوزارة في مواجهة هذا المرضى، والسعي لتوفير الأدوية الخاصة بهم.
ونوّه وزير الصحة بجهود الجمعية اليمنية لمرضى الثلاسيميا والدم الوراثي في مساعدة المرضى وتوفير الأدوية .. داعياً رجال المال والأعمال والخيرين إلى دعم مرضى الثلاسيميا، وتوفير الأدوية الخاصة بهم، انطلاقاً من المسؤولية تجاه المرضى، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن جراء استمرار العدوان.
فيما أشار وزير العدل، القاضي نبيل العزاني، إلى أنه رغم الحصار والعدوان إلا أن الدولة تولي صحة الأسرة اهتماماً كبيراً باعتبارها نواة المجتمع.
وتطرّق إلى القوانين الوطنية النافذة والمتضمنة حماية الأسرة، كونها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، وإيجاد مجتمع خالٍ من الأخطار والأضرار.
وأكد القاضي العزاني أن مرض الثلاسيميا يمكن تفاديه بإجراء فحوصات قبل الزواج، كون المرض يهدم غاية من غايات الزواج، وهي بناء أسرة سليمة صحية تسهم في بناء المجتمع.
ولفت إلى أنه تم توجيه الأمناء وأقلام التوثيق بتشجيع إجراء فحوصات ما قبل الزواج، لما لذلك من أهمية في توفر الصحة في أفراد الأسرة، إبتداءً بالوالدين.
وتطرّق وزير العدل إلى الإحصاءات الكثيرة عن مرض الثلاسيميا، الذي يمكن تفاديه بإجراء فحوصات قبل الزواج، ما يستدعي تعزيز التوعية في أوساط المجتمع بخطورة هذا المرض.
وفي الورشة، بحضور وكلاء وزارة الصحة لقطاعات الطب العلاجي الدكتور علي جحاف والتخطيط الدكتور عبدالملك الصنعاني والسكان الدكتور نجيب القباطي والعدل لقطاع التوثيق والمحاكم القاضي أحمد الجرافي، استعرض رئيس الجمعية اليمنية للثلاسيميا، الدكتور أحمد شمسان، تقريراً عن وضع مرضى الثلاسيميا وتكسرات الدم، واحتياجاتهم من الأدوية والدم، والصعوبات التي تواجه أداء الجمعية نتيجة تزايد أعداد الحالات المصابة بهذا المرض.
فيما قدّم الطفل المصاب بمرضى الثلاسيميا، أنس ناصر، رسالة عن معاناته والأطفال المصابين بهذا المرض، واحتياجاتهم للأدوية، وضرورة اتخاذ قرار للحد من انتشاره، وإجراء فحص ما قبل الزواج.
وأكد المشاركون في الورشة أهمية تكثيف التوعية بمرض الثلاسيميا، وضرورة الفحص الطبي قبل الزواج، وأضرار عدم إجراء الفحص، بالإضافة إلى توفير فحوصات الثلاسيميا في مختلف المديريات.
وطالبوا الجهات المعنية في وزارتي الصحة والعدل بتوفير الأدوية والتجهيزات الطبية والمخبرية اللازمة لإجراء الفحوصات المتعلقة بأمراض الدم الوراثية، والتعميم على الأمناء الشرعيين بالتوعية بمخاطر أمراض الدم الوراثية، وطلب الفحص قبل البدء بإجراءات الزواج.
كما أكدت توصيات الورشة ضرورة مساهمة وسائل الإعلام المختلفة بصورة فاعلة في حملات التوعية والوقاية وتوحيد الرسالة التوعوية حول هذه الأمراض، والترويج لخدمات الفحص الطبي المبكر، والمشورة قبل الزواج.
حضر الورشة رؤساء الهيئات، ومدراء المستشفيات، ومكاتب الصحة، ورؤساء أقلام التوثيق، وعدد من المسؤولين في وزارتي الصحة والعدل.