تقرير : “متوحِّش بالفطرة ومُجرم في بطن أمه”.. العربي في كتب الأطفال العبرية

تقرير :
“متوحِّش بالفطرة ومُجرم في بطن أمه”.. العربي في كتب الأطفال العبرية
نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية تقريرًا أرشيفيًّا يعود إلى العام 1985، أعادت فيه تسليط الضوء على دراسة أكاديمية تناولت صورة العرب في أدب الأطفال العبري منذ ما قبل قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي، وخلصت إلى أن العرب قُدّموا في معظم القصص كـ”أعداء قساة ومجرمين بالفطرة”.
الدراسة التي أجراها البروفيسور أدير كوهين – ونُشرت في كتابه “وجوه قبيحة في المرآة: انعكاس الصراع اليهودي العربي في أدب الأطفال العبري” – حللت نحو 1700 كتاب أطفال صدرت بين حرب حزيران 1967 وحرب تشرين 1973.
وخلص كوهين إلى أن معظم الأطفال الذين قرؤوا هذه الكتب “تأثروا بدوافع سلبية تجاه العرب”؛ إذ ربطت القصص بين الشخصية العربية والعنف أَو الخداع أَو الجهل.
وتصوّر الكتب بأن العرب “مجرمون ومتوحشون من بطون أُمهاتهم”. في أحد الأمثلة التي استعرضتها الصحيفة، وصف الكاتب يهزقئيل لوڤن (الذي كتب باسم مستعار “عيدو ستر”) العربي بأنه “جريء مثل نمر هندي، ماكر مثل ثعلب سوري، ومجرم منذ ولادته”، في كتابه “عوز يعوز ضد تماسيح فرعون” الصادر عام 1963.
أما الصحف العبرية آنذاك فبرّرت هذا الخطاب بكونه انعكاسًا للصراع، لكن الدراسة رأت فيه شكلًا من أشكال “التحريض المقنع للأطفال”. تبيّن الدراسة أن الصورة النمطية للعربي تشكّلت حتى قبل 1948. ففي رواية “رجال البدء” (1933) صوّر الكاتب إليعزر شمَلي الشخصية العربية بملامح “وجه طائر جارح، عينين ضيقتين تبرقان غضبًا، وأنف معقوف، وشفتين غليظتين تزينهما ندبة طويلة”.
وأضافت الدراسة أن كتّابًا آخرين مثل عودد بتسر وحاييم إلياف كرّروا الأوصاف ذاتها: “العيون الصغيرة الشريرة، الشوارب السوداء المرفوعة، الندوب على الخدود، والوجوه المتوحشة”، في مشهد يختلط فيه العداء بالازدراء الثقافي.
ورصد التقرير أَيْـضًا مشاهد تحريضية واضحة في كتب الأطفال. ففي “أطفال المدينة القديمة وحربهم ضد المتسللين” (1955)، يصوَّر الجندي الأردني كشخص دموي “يضحك بجنون ويهدّد بقطع رؤوس الأطفال اليهود”. وفي كتاب آخر بعنوان “المحقّقون الصغار في عملية سيناء” تصف الكاتبة كيف ترى طفلتان عربًا “تتقد أعينهم حقدًا ورغبة في الانتقام”.
كذلك وردت في كتب “دَنيدين في حرب الأيّام الستة”، مشاهد تُظهر العرب كـ”غوغاء همجيين”، وُصُـولًا إلى استخدام الشتائم المباشرة ضدهم في أعمال مثل “قصص من القدس” التي تضمنّت عبارات ازدراء صريحة بحق العرب والمآذن والمصلين.
ولم تقتصر العنصرية على البشر؛ إذ شملت الحيوانات التي رُبطت بالعرب. فكلاب القرى العربية وُصفت بأنها “قذرة، عوراء، ناحلة وتنبُح بجنون”، بينما استخدمت القردة رمزًا للسخرية، كما في قصة “القرد مجنون” الذي يخيف العرب في القدس ليساعد أبطال القصة اليهود في مهمتهم.
في ختام الدراسة، أقرّ البروفيسور أدير كوهين بأن الحروب والعمليات العسكرية كانت جزءًا من واقع المجتمع الإسرائيلي، لكنّه شدّد على أن الاعتراض لا يتعلق بتصوير الأحداث نفسها، بل “بأُسلُـوب عرضها المتعالي والمتحامل، وتعميم الصفات السلبية على العرب كجماعة”، وهو ما جعل هذه القصص أدَاة فعالة في ترسيخ الصورة النمطية لدى الأجيال الإسرائيلية الأولى
ــــ





