حدث هذا في مستشفى يشفين الاستشاري إنقاذ حياة فتاة أصيبت بمرض نادر نسبة حدوثه 0.00001 [في الحالات المماثلة والتي هي بحد ذاتها نادرة الحدوث].
يمن أنباء
في سباق مع الزمن ومهمة طبية طارئة وحيث يقف الطب حائرا أمام هذه الحالة الا ان الله قد اراد للفتاة الحياة وللفريق الطبي برئاسة البروفيسور ياسر عبد المغني التوفيق والنجاح ، وبتوفيق من الله أكمل الفريق الطبي مهمته على أكمل وجه..
وهنا تفاصيل اللحظات الحاسمة والحرجة
أجريت اليوم عملية جراحية طارئة لمريضة تعاني من سوء التواء المعي الوسطي (الامعاء الدقيقة والمعي الأعور و المعي الصاعد و الجزء الداني من المعي المستعرض) و هذا قد يؤدي بدوره إلى حدوث غرغرينة في الامعاء يتعذر الطب اليوم عن علاج هذا المرض إذا وصل إلى هذه المرحلة المتقدمة مع العلم ان هذا المرض نادر الحدوث حيث يحدث في حالة واحدة من كل ٦٠٠٠ حالة ولادة و في العادة فإن أكثر من ٩٠% من هذه الحالات تظهر في الشهر الأول لحديثي الولادة، و من النادر جدا أن يظهر لدى سن البلوغ و من النادر جدا جدا أن يظهر مع البالغين كحالة طارئة ناتجة عن التواء المعي الوسطي و الذي يتطلب تدخلا جراحيا طارئا حيث أن نسبة حدوث ذلك في هذه الحالات هي 0.00001،
ولكم أن تخيلوا كم هو نادر الحدوث و نظرا لهذه الندرة فإن تشخيص مثل هذه الحالات يتطلب وعيا وحسا سريريا عاليا جدا بحيث يضع الطبيب في الحسبان احتمال تشخيص مثل هذا المرض و أن أي تأخر في التشخيص لمجرد سويعات فقط فإن ذلك يجعل المرض قاتلا.
و قد وصلت ليلة امس حالة من هذا المرض إلى قسم الطوارئ في مستشفى يشفين الاستشاري، لشابة في مقتبل عمرها و هي تعاني من آلام مبرحة في البطن منذ ٩ ساعات فقط ، و الحمد لله فقد تم تشخيص الحالة و اتخاذ القرار العاجل لإدخالها غرفة العمليات و بدون أدنى تأخير و عند إجراء العملية تأكد التشخيص و تبين التفاف المعي الوسطي كاملا و بأكثر من ٢٧٠ درجة مما أدى إلى انقطاع وصول الدم إلى الامعاء و حدوث قصور حاد في تروية كل الامعاء الدقيقة و المعي الأعور و المعي الصاعد و المعي الداني المستعرض مما أدى إلى تغير لونها فأصبحت داكنة و ينبعث منها رائحة كريهة و هذا مؤشر خطير يهدد حياة المريضة و قد تم إجراء التدخل الجراحي اللازم في حينه و بدون أي تأخير و في سباق مع الزمن لأن اي تأخير ولو لدقائق فقط فإن ذلك سيؤدي إلى غرغرينة الامعاء و هذا حتما سيؤدي إلى الوفاة لان الطب قد وقف عاجزا عند الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من المرض و لكن رحمة الله و توفيقه و من ثم الجنود العاملين في مستشفى يشفين الاستشاري من أطباء و تمريض و فنيين في الطوارئ و العمليات والتخدير و المختبر و بنك الدم وأطباء العناية المركزة، حيث أدى كل دوره على اكمل وجه و أدخلت المريضة إلى غرفة العمليات و تم بفضل الله إعادة التواء الامعاء و الأوعية الدموية الخاصة بها إلى وضعها الطبيعي فبدأت التروية تتدفق إلى الامعاء و عادة لها الحياة و تحولت إلى لونها الطبيعي و بدأت الامعاء بالتحرك، تم بعد ذلك نقل المريضة إلى قسم العناية المركزة وقام الأطباء والممرضون بدورهم المشرف و المتمم وأثمرت تلك الجهود المباركة بأن تحسنت حالة المريضة بسرعة استجابة لا نملك إلا أن نقول بأن رحمة الله قد وسعت كل شيء و هاهي المريضة تتمتع بكامل الصحة و العافية فلله الحمد رب العالمين..